خلاصه ماشینی:
"ففی مقاطعات غرب بلاد الشام(اللاذقیة و لبنان و فلسطین)یظهر تأثیر ترکة عهود ما قبل الاسلام،ثم ترکة الفرنجة الصلیبیین الذین أستقروا فی تلک المناطق لفترة طویلة من الزمن و طبقوا نظام الاقطاع الذی کان سائدا فی أوربة العصور الوسطی2، أضافة للتأثیر الاسلامی فی مراحله المختلفة.
و أشهر تلک العلاقات علاقة المشارکة،و هی بدورها متنوعة و علی درجة کبیرة من التعقید،و منها أن یقدم الاقطاعی الارض للفلاح لیغرسها بالاشجار حتی تثمر،فیتم آنئذ تقسیم الارض بینهما و ذلک حسب الاتفاق،کان یعطی الفلاح نصف أو ثلث أو ربع الارض،و کان هذا النوع منتشرا فی أراضی الامراء الشهابیین.
-تناقص الملکیات الفلاحیة الخاصة و تزاید الملکیات الاقطاعیة الواسعة: کانت معظم أراضی بلاد الشام مملوکة الرقیة للسلطان أو الافراد أو لجهة وقفیة،أو مشاعیة،و فی القلیل النادر کان الفلاحین یملکون ملکیة خاصة،و کانت صغیرة المساحة لا اتقوی فی أحسن الظروف علی سد حاجاتهم.
و نسوق مثالا علی ذلک ما ذکره الصایغ عن المرابین و الفلاحین فی اللاذقیة و الطرق الملتویة التی اتبعها التجار فی استغلال حاجة الفلاح لدفع ما علیه من أموال المیری و غیرها من الاتاوات«فیلزم یروح یتدین مصریات بالفائدة...
الحواشی (1)کانت الملکیات الخاصة حول القری و المدن، ففی جبال لبنان کانت أراضیها عبارة عن مدرجات بفعل الطبیعة الجبلیة و کان من تلک الاراضی(الجلول جمع جل)و هی أرض مطوقة بسور من الحجارة تزرع بأشجار التوت و التبغ و منها أرض(الکروم)،و أرض سلیخ،و أرض قلع،و هی ملک للقریة، و أرض بمثابة بیدر للقریة-و فی ریف اللاذقیة کنت تری أراض مسورة بحجارة أو بالعوسج أو بالدیس،صغیرة المساحة تزرع بالخضار و الاشجار المثمرة،أو تکون تحت ینابیع میاه القریة ان وجدت،اضلفة الی البیدر الذی یستخدم من قبل أبناء القریة."