خلاصه ماشینی:
"و یبدو أن نفوذ الحیرة علی وسط الجزیرة العربیة و شمالها قد تقلص مع ظهور کندة من الجنوب العربی«حمیر»کقوة فی وسط الجزیرة،و وصلت الی أوج سلطتها و توسعها فی ظل الملک الحارث بن عمرو18الذی یعد أشهر ملوک کندة و فی زمنة ارتفع شأنها و وصلت إلی ذورة عظمتها و قوتها،فامتدت سلطتها التشمل وسط و شمال و شرق الجزیرة حتی شمل قبائل البادیة ما بین سوریة و العراق،مما أدی إلی الاصطدام مع بیزنطة و یذکر ثیوفانس أن الملک الکندی الحارث بن عمرو،بعث بحملة عسکریة کبیرة بقیادة ولدیه «حجر و جبلة»عام(479 م)لمهاجمة الحدود الجنوبیة لبلاد الشام،التابعة للامبراطوریة البیزنطیة،ثم اتبعها بحملة ثانیة بعد أربع سنوات قادها ابنه«معد یکرب»و نجحت الحملة و تمکن الامیر الکندی من تخریب مناطق واسعة من بلاد الشام19.
الذی بذل جهدا کبیرا للثأر لأبیه و إعادة سلطان کندة تحت قیادته،لانها اصطدمت بسیاسة کسری أنوشروان المناوئة لکندة و ملوکها،کونه عهد إلی المنذر بن ماء السماء بأمر العرب،بالاضافة إلی حقد ملک الحیرة المنذر الذی أراد بدوره إخماد شعلة کندة و القضاء علیها بکل الوسائل المتاحة، لذلک نجده بمجرد التجاء قبیلة بنی أسد إلیه طالبة الحمایة و النجدة ضد أمریء القیس الکندی یعلن لها حمایته،و یعد العدة مع القبائل العربیة الموالیة له،بالاضافة الی جیش الاساورة الذی أرسله أنوشروان إلیه،لسحق الامانی،و الرغبات التی حلم بها الامیر الکندی،و حول هذا الجانب من ملاحقة الدولة الفارسیة و عاملها علی الحیرة لکندة و ملوکها یذکر ابن خلدون فی کتابه العبر: «ان امرأ القیس بعد أن انفضت عنه قبیلتا بکر و تغلب التجأ الی معثر الخیر بن ذی جدن»أحد ملوک حمیر،حیث أمده بخمسائة فارس،و جنود آخرین لمقاتلة بنی أسد فلما علمت أسد بهذه الحملة التجأت إلی ملک الحیرة المنذر بن ماء السماء،الذی وجه فی طلبه الفرسان من قبائل ایاذ و بهراء و تنوخ."