خلاصه ماشینی:
"و الی جانب هذا نجد فی الوثائق الوقفیة معطیات طبوغرافیة کثیرة حول المزارع التی اندثرت مع مرور الوقت،و بالتحدید التی انضمت الی القرن المجاورة لها، بتوسع هذه القری فی نهایة القرن التاسع عشر و بدایة القرن العشرین،کمزرعة السواقة التی أصبحت تتبع داریا الکبری21،و مزرعة المقدم من جملة اراضی قریة الحدیثة22،و مزرعة الطویلة التی کانت تقع بین قریة زبدین و قریة الحدیثة23، و مزرعة البیرة من جملة اراضی قریة المنیحة(الملیحة حالیا)24،و مزرعة المسعدیة فی مرجع الغوطة المجاورة للبحاریة25،و مزرعة الشماسیة المجاورة لخرابو26،و مزرعة قبیبة فی الغوطة الممتدة بین قناة النحاس و نهر حاروش27،و مزرعة حمرا فی الغوطة الممتدة بین قناة الهیجانة و نهر حاروش28،و مزرعة العصرونیة بالقرب من اراضی یلدا29،و مزرعة دیر بشر المجاورة لسبینة الصغری30الخ..
و مع هذا فالوثائق الوقفیة المتعلة بتأجیر الاراضی الزراعیة تحرص بشکل بالغ علی تحدید مصدر الشرب(السقی)لکل قطعة أرض أو مزرعة أو قریة من القری،بحیث تقدم لنا بهذا الشکل معطیات قیمة عن الشبکة المائیة فی دمشق و ضواحیها.
و هکذا نجد فی هذه الوثائق بالاضافة الی الانهار الکبیرة المعروفة(بردی،تورا، یزید،الخ)الانهار التالیة التی تروی ضواحی دمشق: *نهر الاعوج الذی کان یسقی فیما یسقی قریة عرطوز42.
و بالاضافة الی هذه الانهار نجد فی الوثائق الوقفیة بعض الاقنیة(جمع قناة)أو الدمن التی کانت تروی بعض الاراضی فی ضواحی دمشق: *قناة العصرونیة63،کانت تنبع من أرض المیدان و تجتاز أرض الشاغور و تسقی بعض أراضی یلدا64.
و أخیرا کخلاصة لما تقدم یمکن القول ان الوثائق الوقفیة تساعدنا کثیرا علی التعرف علی الحیاة الزراعیة فی ضواحی دمشق خلال العصر العثمانی،کما یبدو من هذا البحث،و هی تؤکد بهذا الشکل أهمیتها کمصدر من مصادر التعرف علی الحیاة الاقتصادیة و الاجتماعیة بشکل عام لبلاد الشام فی العصر العثمانی."