خلاصه ماشینی:
"و بذلک یتضح أن الغالبیة العظمی من مصادرنا تؤکد أن الاسراء والمعراج حدث بالروح و الجسد معا،و هو بتقدیری له معنی عظیم،و مغزی کبیر،إذ أن الرابطة بین مهبط الوحی و بیت المقدس مسری رسول الله (صلی الله علیه و سلم)،و عروجه إلی السماء أولی القبلتین و ثالث الحرمین،لم تکن رابطة روحیة فحسب و إنما رابطة روحیة و عضویة، أصبحت جزءا من عقیدة المسلمین أن حادثة الاسراء و المعراج معجزة،و کان المسجد الأقصی محور هذه المعجزة.
لقد وردت أول اشارة عند الأزدی73أن عمر قصد الحرم و صلی فی مکان قرب الصخرة جنوبا،ثم خط محرابا و هو موضح المسجد،و یؤکد المقدس ذلک بقوله:«فلم یزل بیت المقدس خرابا إلی أن قام الاسلام، و عمره عمر،ثم معاویة بن أبی سفیان»74 کما أن میخائیل السوری و ابن البطریق یذکر أن عمر أمر بانشاء هذا المسجد75 و کذلک فإن الأسقف آرلولف الذی زار القدس أیام معاویة(50 هـ)یذکر أنه شاهد بناء مربعا بسیطا للصلاة یتسع إلی ثلاثة آلاف مصلی،و أن سقفه مرفوع علی أعمدة کبیرة76.
و الخلاصة أن زیارةعمر بن الخطاب لبیت المقدس،و زیاراته للأماکن المقدسة فیها و کشفه عن الصخرة المقدسة،و کذلک وضعه اللمسات الأولی لبناء المسجد الأقصی فی الساحة المتصلة بالصخرة من الجنوب،تعبر عن أهمیة القدس،و حرمتها،و منزلتهما العظیمة بنظر الاسلام والمسلمین علی السواء، حیث کانت قبلة المسلمین الأولی،و مسری رسول الله(صلی الله علیه و سلم)و عروجه منها إلی السموات العلی،وعمر حین أسلمت له المدینة قیادها،دون أن تراق فیها قطرة دم واحدة،لأول مرة فی تاریح فتحها،ثم استلامها من الرومان النصاری،لم یکن للیهود فیها أی وجود أو علاقة،و بمعنی آخر فلیس العرب و لا المسلمون عبر التاریخ هم الذین اضطهدوا الیهود فی فلسطین عامة، و القدس خاصة."