خلاصه ماشینی:
"رد الفعل البریطانی52 و مهما کان الأمر،فقد أخذت بریطانیا تعد العدة لرسم سیاسة جدیدة خاصة بالمنطقة العربیة فی ضوء التغیرات الناتجة عن الحرب،فعقد«مجلس الحرب بالشرق الأوسط Middle ẓEast War Council عدة جلسات لهذا الغرض(10-13 أیار/مایو 1943)برئاسة وزیر الدولة البریطانی کایسی (Caeey) لوضع أسس السیاسة البریطانیة فی المنطقة لفترة ما بعد الحرب،بهدف ضمان الوجود البریطانی و تأمین المصالح البریطانیة،و توصل المجلس إلی أن هذه السیاسة یجب أن تدور حول أربعة محاور10: 1-إبقاء الأوضاع علی ما هی علیه فی فلسطین،مع عدم السماح للعرب أو الیهود بالاخلال بالتوازن القائم فی فلسطین،و إصدار تصریح لتأکید المبادیء الأساسیة التی وردت بالکتاب الأبیض(1939)،و مع الحصول علی تأیید الولایات المتحدة الأمریکیة لهذه السیاسة.
و دارت المحادثات السیاسیة«الاستطلاعیة غیر الرسمیة»بین الجانبین فی الفترة من 11- 26 نیسان/أبریل 1944،و استهلت ببحث المسألة الفلسطینیة15،فعرض الجانب البریطانی لسیاسة بلاده الرامیة إلی تجنب تصعید الصراعات المحلیة فی فلسطین،و المحافظة علی الأوضاع القائمة فیها حتی نهایة الحرب،مع إستمرار العمل بالکتاب الأبیض(1939)،علی حین تحدث الجانب الأمریکی عن الضغوط الصهیونیة فی الولایات المتحدة التی تسعی إلی الغاء سیاسة الکتاب الأبیض،و تحقیق الوطن القومی الیهودی بإعلان تأسیس الدولة الیهودیة،و البحث عن حل لمشکلة المهاجرین الیهود من أوروبا بفتح باب الهجرة إلی فلسطین،و تصنیع فلسطین حتی تصبح قادرة علی استیعاب أکبر عدد ممکن من الیهود،فإذا تعذر ذلک-بسبب المقاومة العربیة- یجب الفصل بین الفریقین المتنازعین بتقسیم فلسطین.
السیاسة الأمریکیة الجدیدة55 و بذلک خرجت الولایات المتحدة الأمریکیة من تلک الاستطلاعیة السیاسیة النفطیة دون أن تلتزم بشیء نحو بریطانیا-الدولة ذات المصالح التقلیدیة فی المنطقة العربیة-و بذلک أصبح باستطاعتها أن تضع إطار سیاستها الخاصة بالمنطقة بما یخدم مصالحها وحدها،و قد وقع علی عاتق اللجنة التنفیذیة للسیاسة الاقتصادیة بالخارجیة لاأمریکیة تحدید معالم السیاسة الأمریکیة الجدیدة،فأنجزت مهمتها فی 20 آب/أغسطس 1945،قبل أن تضع الحرب أوزارها بقلیل."