خلاصه ماشینی:
"لقد حددت هدف الدراسة فی محاولة الاجابة عن سؤال:ما الذی سیکون علیه علم الاجتماع فی الوطن العربی فی حدود العقدین القادمین،لو استمرت أوضاعه و مهامه علی ما هی علیه؟و ما الذی نرغب فی أن یکون علیه هذا العلم؟و ما هی الحلقة أو الحلقات الحاکمة التی یمکن البدء بها لإحداث التغییر المرغوب؟إن توفیر متطلبات الإجابة عن هذه الأسئلة،یقتضی قراءة مستوعبة لماضی العلم و حاضره،من حیث الفکر و الممارسات و الوعی بهذا العلم،قصد تحدید العوامل الجوهریة التی أثرت فی سیرورته،و لا تزال تؤثر فی حاضره،و یمکن-حال استمرار تأثیرها-أن تؤثر فی مستقبله،و هی فی الوقت نفسه یمکن أن تحدد نقاط البدء للتغییر المرغوب حال التأهب لهذا التغییر.
و مع أن طرح السؤال فی مراحل سابقة کان ما یلبث أن یخبو الحماس لتطویره و الإجابة عنه و استمراریة الجهد فی هذا الاتجاه،لأسباب کثیرة لا یسمح المقام بالإفاضة فیها الآن،إلا أن ممیزات الطرح فی هذه المرة،أنه بدا یحمل موقفا جدیدا میز بین السلفیة و التراث و جعل مفهوم التراث شاملا للإنجازات الحضاریة و الاجتماعیة للانسان العربی، و ان بالتراث الأصیل و الدخیل،و انه یجب التعامل معه من منظور التحرر من هیمنته و ادخاله فی حوار جدلی مع الواقع و مهامه،و الماضی و ثوابته و متغیراته،و المستقبل و تحدیاته و مخاطره،حقیقة ان الموقف لم یتبلور بعد،لکنه بدایة تلتقی مع تیارات نقدیة أخری فی ضرورة رفض التبعیة العلمیة و مواجهتها مواجهة حاسمة،و ضرورة التعامل النقدی الواعی الملتزم مع الفکر العالمی،و ضرورة الانحیاز لقضایا وجود المجتمع العربی و استمراریته،و لهموم غالبیة الجماهیر و جدارتها فی صناعة مستقبل یثری الوجود العربی،و أن بالفکر الاجتماعی العالمی إنجازات یمکن الإفادة منها و توظیفها و تطویر بعضها24."