چکیده:
تلميح: المقالة الماثلة بين يديك تقارن بين خطاب «المهدوية» و نظرية «صدام الحضارات» لـ هنتينغتون. ستشرع المقالة بدايةً بعرض نظرية صراع الحضارات بصورة موجزة و نقدها نقداً عاماً ثم تقارن مضامينها بالتفصيل مع نظرية المهدوية من المنظار الإسلامي الشيعي. لقد أثار الإسلام الايدولوجي مع الايدولوجية المهدوية، حساسية الغرب و قد خصص جزء من هذه المقالة لدراسة ذلك، ثم تناقش إعادة حيوية الدين في العصر الحاضر. في جانبٍ آخر هناك مقارنة بين خطاب المهدوية و الاصلاح الديني في الغرب بغية عرض الإختلافات الأساسية بينهما. و بعد التعريف بخطاب المهدوية و الدفاع عنه و عن الأصولية الإسلامية، قمنا بالدفاع التام عن التوجه المدرسي و الرؤية التجريدية إلی الدين و عقيب ذلك نوقشت الرؤية الفطرية إلی الأنسان كأساسٍ للدين، كذلك نوقش موضوع العالمَ الثنائي الأقطاب، و اخيراً قمنا بتعريف للغرب بصورةٍ ملحضة كأمرٍ لايستغنی عنه.
خلاصه ماشینی:
2. العالم متعدد الاقطاب إن النقد اللاذع الذی یوجه صوب المناهضین للغرب و دیموقراطیتهم هو أنه لاینبغی تقسیم الأفراد إلی الصدیق و العدو و تقسیم المجتمع الی المواطنین من الدرجة الأولی و الثانیة، لکن بالرغم من هذا النقد و التنقیص فإن الخطوة الثانیة التی تخطاها هنتینغتون عقیب خلقه للعدو هو الایمان بالعالم متعدد الأقطاب: إن القول الأساس لهذا الکتاب هو أن الثقافات و الهویات الثقافیة التی هی ذاتها الهویات الحضاریة علی نطاق واسع، تعین حالات التقارب أو التباعد أو الحروب فی العالم ما بعد الحرب الباردة...
4. دعوی الشمولیة العالمیة یقول هنتینغتون فی هذا المضمار: ان دعاوی الغرب ذات النـزعة العالمیه، أدت إلی اشتباکات متنامیة مع الحظارات الاخری و خصوصا الإسلامیة و الصینیة منها مع الغرب إن بقاء الغرب فی الساحة یعتمد علی تأکید الأمریکیین علی هویتهم الغربیة و قبول الغرب بان حضارتهم لهم حصرا و انها لیست عالمیة و ان یتحدوا بعضهم مع البعض لأجل اعادة البناء و الاحتفاظ بهذه الحضارة و تجنبها التحدی مع المجتمعات غیر الغربیة.
من المؤکد أنه عند مقارنة الإسلام و المسیحیة ـ مع تغاض کثیر نابع من أن التوحید الإسلامی لا یقارن بالتثلیث المسیحی ـ یمکن القول إن کلا الدینین إلهیان و یطلبان الله و لکن لایمکن جعل النـزعة الاصلاحیة المسیحیة علی نفس المستوی مع الأصولیة الإسلامیة و السبب فی ذلک ان ما قامت به النهضة البروتستانیة ـ و قد اشار الیه هنتینغتون ـ انما هو اصلاحات فی اطار دین محرف اصلا، بینما الأصولیة الإسلامیة هی العودة إلی المبادئ و التعالیم الدینیة غیر المحرفة و ان نصوصها الدینیة الأصلیة أی القرآن الکریم سلیمة.