چکیده:
العولمة ظاهرة غیرت النظام العالمی، وانتجت فرص وتهدیدات فی آن واحد و ان التعرف على العولمة ومواقفنا الإسلامیة تجاهها یعدّ نقطة انطلاق لخلق التدابیر والآلیات التی من شأنها أن تتجاوز التحدیات والغزو الثقافی العالمی الذی تظهر فی عملیة العولمة. حاولنا فی البحث دراسة عملیة العولمة وصداها فی العالم الإسلامی، وبطریقة وصفیة –تحلیلیة مستفیدا من النصوص الموجودة فی المکتبات والمقالات المنتشرة فی الموضوع لنحصل على التدابیر التی یجب أن تتخذ لصیانة تراثنا الحضاری، ولنصل إلى علاقات متبادلة وبنآئة حتى لا نخسر ایجابیات العولمة. من اجل هذا و ذاک یلزم علینا ان نأطر موقفنا تجاه العولمة من خلال إحیاء الثقافة الإسلامیة فی عالمنا الإسلامی و یجب أن یکون إصرارنا على المواجهة مع العولمة من خلال بناء الذات انطلاقاً من مقوماتنا المادیة والمعنویة بسبب العمل الجاد فی الاکتفاء الذاتی فی الاقتصاد والسیاسة والثقافة و مفروض علینا مسبقا ان تکون مواجهتنا مع عملیة العولمة فی ضل تلک التحدیات مواجهة نشطة وغیر سلبیة.
خلاصه ماشینی:
العالم الإسلامی و تحدیات ثقافة العولمة (جهان اسلام و چالش های جهانی شدن ) ١ محمد صادق حسین زاده الباحث طالب فی مرحلة الدکتوراه فی جامعة المصطفی ’ العالمیة ، (المجتمع العالی للغات والثقافات )، فرع : (تاریخ العالم الإسلامی المعاصر)، أکمل فیما سبق دراسة الماجستیر فی الجامعة طهران .
)، فإن هم لا یأخذون بعین الاعتبار خصوصیة العالم الإسلامی بالنسبة للغـرب ، فـالنموذج الحضـاری الإسـلامی کـان دائما المنافس الشدید للنموذج الغربی ؛ بل إن هذه المنافسة کثیرا ما وصلت إلی التصادم ، وهـذا ما جعل الغرب یقف موقفا حذرا من أیة محاولة نهضویة فی العـالم الإسـلامی - وخصوصـا فـی الشرق الأوسط وذلک لموقعه الجغرافی وغیره - تسـتهدف الخـروج مـن دائـرة التخلـف ، بـل لا یتردد فی التصدی لها حتی لو کانت فی دائرة التبعیة للغـرب ، وعـن طریـق التتلمـذ علـی یدیـه ، نتعرض هنا لبعض استراتیجیات المواجهة مع العولمة : ألف - العودة إلی الذات وبنائها یجب أن یکون إصرارنا علی المواجهة من خلال بناء الذات انطلاقـا مـن مقوماتنـا المادیـة والمعنویة ، وما أکثرها، ونکتفی هنا باختزالها فیما یلی : أ ولا : بناء الإنسان : إن الإنسان هو رصید الثروة الحقیقی لأیة أمة ، فلا الخیرات الطبیعیة ولا الموارد المالیة یمکن أن تکون لها قیمة دون عمل الإنسان الذی یعود إلیه الفضل فی تـدبیر هـذه الموارد وتسخیر تلک الخیرات ، فبلدان کالیابـان وکوریـا الجنوبیـة ، رغـم أن هـا تفتقـر إلـی المـواد الأولیة ، إلا أن ها غنیة بکفاءة أبنائها، وعلی أساسها شیدت صرح نهضتها، ثم شرعت بعد ذلک فـی تصدیر جزء منها نحو الخارج کخبراء وفنیـین ، وتقـدر مسـاهمت العنصـر البشـری فـی الـدخل الوطنی الخام للیابان بأزید من ۸۰ فی المائة ، فیما لا تتجـاوز هـذه النسـبة ۱۰ فـی المائـة بالنسـبة لبلداننا.