چکیده:
اللسانيات الإدراكية التي أبصرت النور في العشرينيات الأخيرة تعطي رؤى مستجدة لتحليل النصوص وفي حلقة متضايقة تقدّم آلية فاعلة لتحديد كيفية توظيف المؤشرات النصية، من حرف أو فعل أو اسم. ومن الذين شمّروا عن سواعدهم ليخصبوا ثمار هذه الرؤية وليخرجوها من النضوب، هما: تايلور وإيوانس اللذان اقترحا نمذجة لائقة لتحليل التعددية الدلالية تحليلاً قواعدياً يبتعد عن العشوائية إلى حد كبير؛ فاستهدف البحث رصد دلالات المؤشر الفعلي "أخذ" في القرآن الكريم وصولاً إلى شبكته الدلالية وذلك انطلاقاً من مقترح تايلور وإيوانس وقد تبنّت هذه الدراسة المتواضعة المنهج الوصفي التحليلي أساساً لهندستها وقواماً لهندامها. وما توصلت إليها هذه المحاولة هو أنّ لتقنية التضخيم دوراً بارزاً في التوسيع الدلالي للمؤشر الفعلي "أخذ" في القرآن الكريم، ثم الجنوح من المادة إلى اللامادة تعدّ الركيزة الثانية في خلق الإيحاءات المستجدة لهذا المؤشر، وهنالك انزياح مفاجئ في كيفية التواترات الدلالية حيث إن "أخذ" في دلالته المعجمية النووية لا يلعب دوراً قاتماً في القرآن الكريم؛ بل دلالة "أخـ ذ: اعتبر" تحطّم الرقم القياسي قياساً لنظرائها وهذا الأمر إن دلّ على شيء يدلّ على الأهمية التي يحتظيها الاعتبار بشتى أنواعه في مصيرة الإنسان وحياته في الدنيا والأخرى.
خلاصه ماشینی:
وما توصلت إليها هذه المحاولة هو أنّ لتقنية التضخيم دوراً بارزاً في التوسيع الدلالي للمؤشر الفعلي "أخذ" في القرآن الكريم، ثم الجنوح من المادة إلى اللامادة تعدّ الركيزة الثانية في خلق الإيحاءات المستجدة لهذا المؤشر، وهنالك انزياح مفاجئ في كيفية التواترات الدلالية حيث إن "أخذ" في دلالته المعجمية النووية لا يلعب دوراً قاتماً في القرآن الكريم؛ بل دلالة "أخـ ذ: اعتبر" تحطّم الرقم القياسي قياساً لنظرائها وهذا الأمر إن دلّ على شيء يدلّ على الأهمية التي يحتظيها الاعتبار بشتى أنواعه في مصيرة الإنسان وحياته في الدنيا والأخرى.
تحديد المعنى المركزي الركيزة الأساسية التي تؤكد عليها التعددية الدلالية القواعدية هو اقتراح معايير لتحديد المعنى المركزي الذي تتمحور حوله أخرى الدلالات ولا تفتأ تكون في علاقة مستمرة معه، فلا يوجد معنى من المعاني في الشبكة إلا أن يكون في علاقة وطيدة مع هذا المعنى المركزي أما المعايير التي اقترحتها هذه النظرية فها هي: المعيار الأول يشير إلى أنّ المعاني التاريخية هي التي تعد البؤرة المركزية لأخرى المعاني، كما أن المعاني التي أكل الدهر عليها وشرب سواء اندرست واندثرت تحت ركام الألفاظ الجديدة أو بقيت حية مستعملة؛ ما زالت ولاتزال تشكل نواة المعاني الجديدة المتواجدة في العناصر الفضائية بشكل ما، وبالتحديد يمكن القول أن المعاني التي توغلت في التاريخ هي التي تفرعت وتشعّبت منها المعاني المستحدثة، وبالتالي هي أولى بأن تكون النموذج البدائي لهذه المعاني المستجدة أياً كانت.