چکیده:
قصيدة "لماذا يسمّی الجنوب جنوب ا " ) 1999 ( في ديوان ممالك الضائعة من أشهر قصائد سيّد الوحشتين. يحلّل الشاعر في هذه القصيدة الواقع العربي برؤية موضوعيِّة وتطغی عليها مسحة التشا ؤم علی الأمل والتفاءل وهي تنطلق من رخو الحضور الذي يشاهده الشاعر في الشارع العربي وان لاتخلو القصيدة من ومضات الأمل والتفاؤل.تحتوي القصيدة علی مجموعة من الصور الفنيِّة في غاية الجمال.فقد انبنی النص الشعري في هذه القصيدة علی لغة تعبيريِّة تكسر أفق التلقي دوماً وتجعل المتلقي في التأرجح الدائم في ارتياب المعاني وتدغدغ مشاعره بما اط أ ر عليها من انح ا رفات وانتهاكات تصدم وعي المتلقي.اعتمد علي جعفر العلاق في هذه القصيدة علی الانحراف في التعبير وخلخلة الانسجام والمألوف بين العلاقات في بيئات الشعر التشكيليِّة انطلاقاً من وعيه التام الشديد بالشعريِّة الحقيقيِّة التي هي عند الشاعر الجماليِّة في التعبير والدهشة في التشكيل وهذا هو الذي يحقّق للشعر ثورته ويجعله في دائرة الإبداع فالشعر الحقيقي كلّما ينأل عن الخطابيِّة في التعبير يقترب من جوهر الإبداع أكثر. جاءت هذه الد ا رسة في تمعّن نقدي معتمداً علی المنهج الوصفي التحليلي لدراسة هذه القصيدة من علی جعفر العلاق برؤية جماليِّة دلاليِّة وما قادنا إلی أن نخوض عالم هذه القصيدة، هو ما تتمتع به القصيدة من الفضاءات التعبيريِّة التي تشاكس المتلقي ووعيه. إ ن القصيدة طافحة بأشكال مختلفة من طرق الخروج عن إطار المألوف والعادة من الانزياحات وأنسنة الرموز والدلالات والتراسل بين الحواس ناهيك عمّا تتمتع به من المفارقات التي تزيد النص عمقاً وثراءً.