چکیده:
من المتعارف عليه أن نشيرإلى مقدمة مُسهبة عن موضوع البحثء حيث ان الباحث الجاد والمتمكن يلتقط الإشارات التي تشير
إلى التشكيل الابدائي للنقد العربي القديمء الذي لم يأت إعتباطاً أو من فراغ؛ وإنما كان بفعل جملة من العوامل المهمة التي أسهمت في
نشأتهء أي أوليات النقد العربي القديمء والتي كان لها أثرها الواضح في تطور الأحكام النقدية الصائبة عند الناقد العربي القديم.
ونجد تعدد العوامل التي أسهمت ورسخت النقد العربي القديمء ومن ثم تطور تلك الأحكام النقديةء وتجنباً للغوص في تلك
العوامل وتعددها سوف نركز على (المجالس الأدبية الخاصة حيث تعد من اللبنات الأولى لنشأة النقد العربي القديم والتي أدت
إلى تطور الأحكام النقدية لدى الشاعر والناقد العربي الجاهلي.
وقد جاء البحث على مبحثينء وكل مبحث قسمناه إلى مجموعة من المطالب وذلك حسب ضرورة المواضيع،هكذا فإن المبحث
الأول جاء تحت عنوان (النقد في المجالس الأدبية الخاصة) والمبحث الثاني (النقد في المجالس الأدبية العامة)، ففي المبحث الأول
تحدثنا عن النقد في المجالس الأدبية الخاصةء مع إعطاء نبذة عن مفهوم المجلس الأدبيء وذكرنا المجالس الأدبية الخاصة وقسمناها
على شكل مطالبء وكل مطلب خُصِص لمجلس معين» وهكذا كان المبحث الثاني إلى وصلنا إلى الخاتمة وقائمة المصادر والمراجع.
وقد تبين لنا بأن المجالس الأدبية الخاصة والعامة كانا لهما دور فاعل في تنمية الذوق النقدي لدى الشاعر الناقد والناقد العربي
القديم لأن تلك الأحكام النقدية التي طرحت في تلك المجالس كان لها صدئ بين جمهور الشاعر والناقد والمتلقين والأسس المعتمدة
والذوق والقدرة على الحكم النقدي على النص الشعري» وهذه اللبنات الأولى حفرّت الحركة التقدية وتقدمت بها إلى أمام ورسخت تقاليد
فنيةء وصورها على الساحة الأدبية وما تزال فهمي أصيلة أصالة الشعر العربي.